خرافات خالدة عن الوفاء والخيانة

كما في خرافات إيسوب، فإنّ كليلة ودمنة مجموعة قصصيّة صُمِّمت لا لغرض التوجيهات الأخلاقيّة فحسب، بل لتسلية القرّاء.

إنّ القصص التي كانت في أصلها  بلغة بانشاتانترا السنسكريتيّة والمهابهاراتا، تمّت مواءمتها بتصرّف  وتعريبها من  العالِم وكاتب الدولة ابن المقفّع في القرن الثاني الهجريّ/ الثامن الميلاديّ، وهذه القصص ممتعة ومسلّية ومثيرة للضحك، بدءاً من “الرجل الذي وجد الكنز ولم يستطع الحفاظ عليه” إلى “الغراب الذي حاول تقليد مشي الحمامة” و”كيف قضى الذئب والغراب وابن آوى على الجمل.”

كليلة ودمنة هو “مرآة  الأمراء”، هو كتاب يهدف إلى غرس الفضائل والبصيرة في الحكّام والتحذير من التملُّق والخداع. تمثّل الحيوانات التي تعمّ  الكتاب الوزراءَ مستشاري الملوك، والأصدقاء الذين يقدّمون النّصح إلى بعضهم، أو الزوجات المعاتبات لأزواجهنّ. يقدّم إبن المقفّع من خلال كليلة ودمنة رؤيةً ثاقبةً من خلال عِبر أخلاقيّةٍ، عدّها هامّةً للحكّام والقرّاء.