كتاب معاني الأسماء الإلٰهيّة هو شرح فلسفي مصقول لأسماء الله الحسنى، كتبها العالم والشاعر الصوفي عفيف الدين التلمساني من شمال افريقيا في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. ويقوم شرح أسماء الله الحسنى على مائة وستة وأربعين اسمًا من أسماء الله وردت في القرآن الكريم، بما فيها الرحيم والقدير والأول والآخر. وفي تناوله لكل أسم إلهي، فقد جمع التلمساني وقارن بين آراء ثلاثة مؤلفين مؤثرين سابقين له، وهم البيهقي والغزالي وابن بارجان.

وصف التلمساني معلميه إبن العربي”بالصوفي المتفلسف” والقناوي “بالفيلسوف المتصوف”، وبناءً على طرقهم، مزج التلمساني بين الصوفية والفلسفة، جامعاً بين معتقدات الصوفية للأكبري واللغة الفنية التقنية لأرسطو والإفلاطونية المحدثة وفلسفة إبن سينا، معبراً عن منطقه بأسلوب دقيق وموجز.

خلافًا لابن العربي، فإن اهتمام التلمساني الرئيسي لم يكن فحص الأسماء على كونها مطابقة بين الله والخلق، بل لتوضيح طريقة تشابك وتراكب هذه الأسماء على كل مستوى للوجود الكوني. فكتاب معاني الأسماء الإلٰهيّة يبين المدى الواسع للتفسيرات اللاهوتية والفلسفية المتنافسة وإمكانية كل منها على احتواء عناصر من الحقيقة.