ما لذّة العشق إلّا للمجانين

مختارات من عقلاء المجانين لأبي القاسم النيسابوري

PDF تحميل نسخة الكترونية مجانية

غلاف ورقي

تأليف

أبو القاسم النيسابوري(ت. ٤٠٦ /١٠١٦) عاش ابن حبيب في نيسابور في خراسان وكان من علمائها البارزين. نعلم أنّه كان أستاذًا للمفسّر المشهور أبي إسحاق الثعلبي (ت. ٤٢٧/١٠٣٧) وقد ترك هو نفسه تفسيرًا للقرآن لمّا يُنشر. تضافرت تيّارات فكريّة ودينيّة متعدّدة في إثراء الحياة الثقافيّة في نيسابور زمنَ ابن حبيب، منها الكرّاميّة والصوفيّ والملاماتيّة والشافعيّة، ومن الطبيعيّ أن تترك هذه أثرًا في فكر الرجل وكتاباته. ولم يكن ابن حبيب أوّل من تطرّق إلى ثيمة الجنون في الأدب العربيّ. فقد سبقه إلى ذلك الجاحظ (ت. ٢٥٥/٨٦٩) الذي اعتنى بالمجانين والموَسْوسين والنَّوكى، خاصّة في كتابه البيان والتبيين.

كيف يمكن أن نتفاعل مع قصص كُتبت قبل ألف عام؟ كيف يمكن إعادة صياغة الأسئلة الجماليّة والأدائيّة في النصوص الأدبيّة بصريًّا؟ وهذا تحديدًا ما نقدّمه في كتاب ما لذّة العشق إلّا للمجانين.

يجمع ابن حبيب النيسابوري في كتابه عقلاء المجانين أخبارًا وقصصًا محورها مجانين عقلاء. في ظاهر الأمر يبدو هؤلاء الأشخاص غير عقلانيّين، لكنّ نظرة فاحصة تبيّن أنّ لهم منطق خاصّ وأنّ سياق القصص يكشف أدوارًا يودّ المجنون أن يؤدّيها، الأمر الذي يثير حفيظة مَن حوله أو شعورهم بالخيبة. ونجد في آداب العديد من الأمم وفنونها عنايةً بثيمة المجنون العاقل، من العصور القديمة إلى القرن الحادي والعشرين، وهو ما يدعو إلى كشف جسور التواصل بين الأدب العربيّ وغيره من الآداب وإلى دراسة الأدب العربيّ باعتباره جزءًا من دراسة الأدب العالميّ. يُنشر الكتاب ضمن سلسلة المكتبة العربيّة للناشئة، وهي مبادرة من المكتبة العربيّة التابعة لمعهد جامعة نيويورك أبو ظبي، في سياق اهتمامها بتقديم الأدب العربيّ للناشئة والقارئ المعاصر عمومًا.

تتبنّى هذه السلسلة مقاربة المكتبة العربيّة لإحياء التراث واستعادته بأجناسه وثيماته المتنوّعة والمختلفة من منظور تفاعليّ يتيح الاحتفال بقراءة التراث كفرصة حيويّة للدخول في التجريب والابتكار على المستويَين الشخصيّ والمعرفيّ.